تنجير , المغرب

تُعتبر طنجة نقطة التقاء أوروبا وإفريقيا، واندماج مياه المحيط الأطلنطي مع مياه البحر المتوسط، وتقاطع العالمين المسيحي والإسلامي. تطل مدينة طنجة كبوابة إفريقية على أوروبا من سواحل المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط على حدٍّ سواء. تماماً عند ملتقى الطرق العام للحضارات، يوجد ميناء ساحر ذو إطلالة أخّاذة يزدهي تحت الهضاب الخضراء الوافرة والجادات القديمة. اشتهرت طنجة طوال تاريخها بالنزاعات التي كانت تهدف للسيطرة على الحكم، لموقعها الاستراتيجي على الطرق التجارية والاقتصادية للعديد من الوجهات المختلفة، وتُعتبر المدينة القديمة أكثر المواقع إثارةً للإعجاب، فهي عبارة عن متاهة من الأزقة الضيّقة أعلى الهضبة المطلّة على الميناء، حيث يتّجه شارع الصاغة إلى أسفل الهضبة باتجاه السوق الكبير ومنه إلى السوق الصغير، حيث تمتلئ الشوارع الجانبيّة على الجانب الأيمن بالمتاجر. يتّجه شارع المدينة الرئيسي نحو قصبة؛ قصر السلطان السابق وأعلى نقطة في المدينة القديمة، حيث يمكنكم الحصول على أجمل الإطلالات للمحيط والمدينة منها. تطل بوابة القصر على فناء خلفي واسع، يقود نحو قصر دار المخزن ومتحف القصبة الحديث؛ القصر الذي قد بني في القرن السابع عشر ثم قام بتوسيعه السلاطين الذين استلموا الحكم لاحقاً، حيث تعرض الأسقف الخشبية المنقوشة والفناء الرخامي تعقيدات وإبداع العمل اليدوي المغربي. أما محبو فن العمارة، وخاصةً العائد للقرنين التاسع عشر والعشرين، فلا بد لهم من زيارة مدينة طنجة، حيث ستشبع عشقهم بما فيها من الأبنية الجميلة من تلك الحقبة الزمنية. من شرفة بارسو، يمكنك رؤية إطلالات ساحرة على المحيط، والتي لفتت أنظار العديد من الفنانين الأوروبيين سابقاً؛ عندما يكون الميناء أمامك، قم بالنظر إلى أفق المحيط لرؤية ضبابية لظل جبل طارق وجنوب إسبانيا. لا تتركك طنجة من دون أن تترك فيك أثراً مختلفاً شئت أم أبيت، حيث ستختلط عليك المشاعر هناك؛ فإما أنك ستدمن زيارتها، أو ستغادرها إلى الأبد، ولكن إذا بقيت فيها واعتدت محيطها فإنك ستقع في حب جمال هذه المدينة لا محالة، وتبقى الحقيقة الوحيدة الأكيدة بأنّ طنجة هي واحدة من أكثر المدن المفعمة بالحياة في المغرب.